المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2011

قبعة ومصحف وسيجارة (8)

بعد ان لملمت ثيابها وذهبت سكرة اللحظة المحمومة .. احست انها اخطات في حق كل احد .. نفسها .. اهلها .. كل من وثق بها من قبل.. شعور يتكرر معها في كل مرة.. احست بالاختناق.. لاحظ سكونها الغريب.. طمأنها انهما سيتزوجان قريبا فلا داعي للقلق.. طلال ينوي بالفعل الزواج من مروة.. لكن ظروفهما لا تساعد على ذلك.. يعرفان مقدار المصاريف التي ستثقل كاهلهما حالما يقرران الزواج.. هو يحبها فعلا.. لكنه يعاني من ان المجتمع لن يكون رحيما بهما .. اهلها واهله سيقررون ان يتدخلا في شكل الزواج ومضمونه.. اكتشفت مروة ان عائلة طلال تنتمي لمذهب مختلف بعد ان احبته واصبح امر المذهب امرا ثانويا بالنسبة لها.. هما يعيشان تحت الضغط منذ ان فاتحها بموضوع الزواج.. وعذاب تخففه اللقاءات في شقته بعد دوام الخميس القصير! لقاءهما في دبي كان اللقاء الأول خارج الحدود.. الغرابة فيه أنهما أحسا بالأمان لأول مرة في تاريخ علاقتهما.. لاتزال تذكر حين انتفض طلال غاضبا بعد ان رفض اهله فكرة زواجه من مروة جملة وتفصيلا .. "الله يلعن المذاهب كلها"!! *** قبل يومين قرر أبومنى ان يكتب ردا على مقالة ممجوجة كتبها كاتب عمود يومي في صح...

قبعة ومصحف وسيجارة (7)

سرحت منى بخيالها .. دارت في المول بقدر ما تتحمله قدماها.. لم تستطع أن ترغم نفسها على الدخول إلى أي من المحلات.. استوقفها حذاء يلائم تماما فستانها البنفسجي.. لكنها بعد 3 لحظات بالضبط قررت أن تتجاهل رغبتها بالتسوق.. تدور برأسها مئات الأفكار.. كانت تريد أن تكلم والدتها.. فارس.. مديرها.. لكنها لسبب لا تعلمه لم تفعل.. تلازمها كآبة لا تفسير لها.. توقفت عند محل كبير للآيس كريم.. طلبت أكبر حجم بثلاث كرات اثنتان بنكهة الشوكولاتة والثالثة بنكهة الموز.. لا تعرف أي شيء ذلك اليوم .. ولا حتى سر النكهات الغريبة التي اختارتها.. حالة من الضياع المغرقة في التيه!ا *** أبو منى ثوري حتى النخاع في بلد لا يعترف بالثورة.. حتى الثورات التقنية لا يجرؤ أهل بلده على أن يسموها بذلك.. ربما يسمونها تطور هائل في التقنية.. لكن مفردة الثورة لا تكاد تستخدم في أدبيات مواطنيه.. يقضي كل يوم بضع ساعات متأملا صفحات الصحف العربية التي تصله كل يوم.. بعضها باشتراك مجاني ساعدته في الحصول عليه ميزات عمله الدبلوماسي السابق.. والبعض الآخر اشترك فيها بنفسه رغم أن الصحيفة لا تشكل له أي أهمية.. في مخيلته صورة لشخص ثوري حتى ...

قبعة ومصحف وسيجارة (6)

الفتيات الأربع خرجن إلى المول بدون عباءاتهن هذه المرة.. ليلي كانت مترددة.. لكن مروة استطاعت أن تقنعها أن ابن عمها لن يكون في "دبي مول".. دبي مدينة كبيرة يسكنها أكثر من 5 ملايين.. ماهي احتمالات مصادفة ابن عمها مرتين في الأسبوع نفسه.. رضيت ليلى أن تنضم إليهن بكامل زينتهن.. الماكياج الكامل يجعلهن محط الأنظار في السوق.. كل العيون تتجه إليهن.. منى لم تضع من المواد ما وضعته الأخريات.. خاصة هدى التي تعتبر الماكياج جزءا من طقوسها الروحانية.. لا تكاد تبقى لحظة واحدة إلا ووجها مصطبغ على الأقل بطبقة من "الفاونديشن".. مروة بادرت باقتراح لأن تفترق المجموعة في المول على أن يجتمعوا مجددا بعد ساعتين في ردهة المطاعم.. استغربت منى بادئ الأمر وكادت أن لا توافق على الفكرة.. لكن "غمزة" من هدى جعلتها تؤيد بصمت.. على غير عادتها.. ليلى لم تعارض ولكنها لم تؤيد أيضا.. لاتزال في عقلها الواعي تخشى أن يظهر ابن عمها في أي لحظة.. فضلت البقاء مع مع هدى التي أخذتها وانطلقت.. ومنى كانت بحاجة لتخلو بنفسها قليلا.. هي تريد الاتصال بفارس منذ بدء الرحلة ولم تفعل..رغم أنه اتصل مرتين.. مروة...

قبعة ومصحف وسيجارة (5)

استيقظت الفتيات الأربع ضحى اليوم التالي.. مروة وليلى كانتا الأوليين.. طرقتا الباب على هدى التي كانت "تستشور" شعرها.. ومنى التي لا زالت على الفراش تتذكر حلم الليلة الماضية.. بعد جدل قصير دار بين الأربع قررن أن يبدأن جولتهن في سوق دبي الكبير "دبي مول"، هدى من تجربتها أكدت لهن أن الأفضل أن يأخذن جولة التسوق المبدئية اليوم.. حتى تعرف كل واحدة ما الذي تريد الحصول عليه.. فلا يضيع الوقت عليهن في الجولة الأخيرة قبل العودة إلى العاصمة.. *** في طريقه إلى المكتب.. يحب إبراهيم أن يستمع إلى شروحات الكتب العلمية.. حمل كل ما يريده من الإنترنت.. لا يزال يحمل في ذيل أفكاره شيئا من الذنب بسبب ذلك.. الأقوال مختلفة في تحميل المواد المملوكة لشركات بشكل مجاني.. أقوى الأقوال تقول بتحريمه.. لكنه اختار أن لا يسأل.. (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) .. هو يفسرها بهذه الطريقة.. وهكذا يفعل مع كل الأشياء التي لا يريد تركها.. يوهم نفسه بأنه يتابع الأخبار على قناة البي بي سي تحديدا لأنها الأكثر مصداقية.. مع أنه في حقيقة الأمر يختار توقيتا معينا يكون فيه الخيار بين شيخ كبير انسحب شعره إلى...

قبعة ومصحف وسيجارة (4)

لم تفهم منى أي شيء من تفاصيل اليوم بشكل واضح بعد أن وصلتها مكالمة مديرها في العمل.. لاحظت هند ذلك فبادرت إلى توزيع الغرف بينهن.. هي ومنى في غرفة.. ومروة وليلى في الأخرى.. أرادت منى أن تعترض.. لكنها استسلمت.. في مناقشة سريعة مع نفسها استغرقت أجزاء من الثانية.. كانت تخاف على مروة وليلى.. خاصة وأن والدتيهما لم توافقا على الرحلة إلا بعد تأكيد منى بأنها ستنتبه إليهما.. في تلك اللحظة كان كل ما يدور في ذهنها.. هل ترد على المدير الآن.. في هذه الساعة المتأخرة.. أم ترد في الصباح.. والصباح كما يقولون رباح!ا *** لا يعرف كيف يتعامل مع والده.. كلما حاول أن يتقرب إليه قابله بالرفض والجمود.. أصبح وليد منصرفا بالكامل إلى نفسه.. حياته في بيت أهله لا تتجاوز المرور السريع إلى المنزل.. وحوارات قصيرة مع والدته التي كانت السبب الوحيد في بقائه في المنزل.. والدته لم تتلق حظها المفترض من التعليم لأن أباه تزوجها في منتصف المرحلة الثانوية.. ولذلك ففارق السن بينه وبين والدته لا يزيد على عشرين عاما.. خاصة وهو "بكريتها" كما تحب أن تسميه.. وعلى عكس والده.. فهي "أم وليد" ولا تحب أن يناديها أح...

قبعة ومصحف وسيجارة (3)

عاد إبراهيم من اللقاء المفتوح منتشيا.. يشعر بأن الإيمان يملأ جوانحه.. رغم أن حديث الشيخ تركّز في المعاملات البنكية ومسائلها هذه المرة من الحل والحرمة.. إلا أنه ارتاح لأنه تردد في أخذ قرض بنكي يساوي راتبه خمس عشرة مرة.. وما استفاده من حديث الشيخ يوحي بأنه اتخذ الطريق الأسلم.. كل محاضرة الشيخ التي دامت ساعة والأسئلة التي دارت بعدها حتى المغرب قالت شيئا واحدا.. "ومن وقع في الشبهات.. وقع في الحرام".. هو اليوم أكثر قربا من ربه بسبب بعده عن القروض المشبوهة.. وكما قال الشيخ .. "ومن يضمن لك أن معاملاتهم صحيحة، مادامت لجانهم تأخذ أموالا على الفتوى.. نسأل الله السلامة والعافية"! *** أبو منى لا يزال حبيس ظنونه بعد أن سمح لابنته بالسفر إلى دبي بمفردها.. كان مهما لديه أن لا يعرف أخاه عبدالرحيم بالموضوع.. فهو يقدره كثيرا.. ولن يكون مسرورا لو عرف أن منى سافرت مع صديقاتها إلى الخارج، خاصة وأن الرحلة سياحية "بالدرجة الأولى"! يلوم أبو منى نفسه على تغيره الذي لم يحسب له حسابا.. فعمله في الدبلوماسية علمه أن التربية لها قدرها في "البني آدمين".. وأن تربيته لابنته...

قبعة ومصحف وسيجارة (2)

في مطار دبي.. منظر الفتيات الأربع بعباءاتهن ورؤوسهن المكشوفة يبدو غريبا.. خاصة وأنهن وصلن على متن رحلة ترانزيت للخطوط الماليزية، الرحلة كانت أوفر بهذا الشكل، كانت نصيحة من موظف مكتب الخطوط.. أخذن بها.. ليتركن ما يتوفر من الميزانية للمتعة في دبي.. منظر الفتيات كان يوحي بالتشتت وانعدام التخطيط، وهكذا كان حالهن.. أصبحت منى قائدة الرحلة بشكل أوتوماتيكي، فهي قد عاشت في الغربة من قبل، وتعرف كيف تتعامل بسهولة مع "الرجال"!ا، بعكس صديقاتها اللاتي كن يعتمدن على إخوانهن وآبائهن في رحلات مثل هذه.. *** أبو منى كما يحب أن يسمي نفسه على مشارف الستين.. في مراهقته كان يعتقد أنه شيوعي، وحين علمت السلطات استضافته بضعة أشهر نسي فيها كل كتب الفلسفة والسياسة والثورة، وصار ثائرا على المجتمع وتقاليده، والضحية ابنته وزوجه، والابن الوحيد البعيد.. ليس من عادة أهل البلد أن يكنوا أنفسهم بأسماء بناتهم، لكنه كنَّى نفسه بأبي منى رغم أن أخاها وليد أكبر منها!ا.. عندما رشح للعمل دبلوماسيا في سفارة بلاده في كوبنهاجن.. سافر على حسابه، ولم ينتظر حتى يستلم المبلغ الممنوح للسفر.. التقط أوراق تكليفه، وأخذ ...

قبعة ومصحف وسيجارة (1)

لا شيء في حياتها يعجبها.. العريس الذي تخطط عائلتها لتزويجها منه لا يوافق هواها.. عملها في البنك الأجنبي يجلب لها المضايقات كل يوم.. لا يشكل الاختلاط مشكلة بالنسبة لها.. المشكلة في توابعه.. قبل بومين وجدت على مكتبها باقة من الورد تكلف ٥٠٠ ريال على الأقل.. لا تعرف من ارسلها.. لكنها احرجت بسببها أيما احراج.. *** اتصلت منى بمديرها بعد مغرب الأربعاء.. تستاذنه في الغياب يوم السبت المقبل.. قال لها خدي راحتك.. اتصلت بعد ذلك بصديقاتها الثلاث تبشرهن ان الرحلة الى دبي في موعدها.. بقي فقط ان تشتري "عباية" كتف.. فعباءات الرأس لا تتناسب مع "المود" الذي تريده في دبي.. مها اقترحت عليها ان ترافقها الى بيت هدى.. الأخيرة كانت عرضت عليهن اعارة بعض العباءات التي اشترتها من أجل رحلات ماضية ولكنها لم تلبسها من قبل سوى بضعة مرات.. وهكذا ذهبن.. *** رغم ان منى درست في جامعة نيويورك وفي تخصص الاتصالات الجماهيرية.. إلا ان العمل الذي توفر لها بسهولة حين عودتها كان في البنك السعودي الأجنبي.. الخيارات الاخرى كانت تصعب لأسباب كثيرة.. أهمها ان لا أحدا سيتزوجها ما دامت تعمل في الاعلام..أو ه...