المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2011

«أحدهم»!

ولا تكاد ساعتك تنقضي حتى يتصل عليك "أحدهم" يريد أن يسلم عليك ويطمئن، ولا بأس، فهي حاجة بشرية طبيعية، المشكلة أنه غالباً ما يتصل فعلاً ليتأكد من خبر سيئ سمعه عنك! وقد يعمل معك "أحدهم" في موقع لا يمكنك تجاوزه أو الانفكاك عنه، فيقلب عليك حياتك شيئاً لا يطاق، ولولا خوفي أن أؤذي مشاعر "أحدهم" لما كلمته بعد ذلك اليوم أبداً! ومن كرهي لطبيعة "أحدهم" المرتكزة على "البثارة"، فإنني أتجنب التواصل معه متمنياً أن تحصل فرصة سعيدة فينساني، ويريح نفسه من "خلقتي"! المشكلة أن قلبي "رقيق" فلا أستطيع أبداً أن ألتقي "أحدهم" وأنا أعرفه، دون أن أدعوه وأجلس معه، وهذا ما يوقعني في الكثير من الحرج مع بعض أصدقائي،حتى أن صاحباً صار يسألني في كل مرة أدعوه، إذا ما كان "أحدهم" حاضراً! أما المشكلة الأخرى فهي أن أغلبهم "بثر بطبعه"، مسكين لا يتعمد أذية أحد، لكن أن طبيعته مؤذية "سليقة"! ومن المشاكل مع "أحدهم" أنك تخشى العدوى، خاصة أن "الموضوع" حار العلماء في تفسيره، أحسن تفسير خرج به ...

لازم فولتير رغبة في العلم!

يتباهى بقراءة سطرين لـ"فولتير" ويضعهما على كل صفحاته، من يسمع حديثه عن "فولتير" يشعر أنه لازمه رغبة في العلم! يحفظ أسماء "سارتر"، "فولكنر"، "شكسبير"، واختلطت عنده الأسماء "الغريبة" لدرجة أنه يؤمن بأن قسم "سقراط" من أروع التقاليد الطبية التي اتفق عليها أكاديميو العالم! يعيش جوا من "الذكاء" الذي لا يضاهى لأنه قرأ سطرين في كتاب لـ"دايل كارنيجي" الذي يمقته في الوقت نفسه، لأنه كتب "دع القلق وابدأ الحياة" ثم مات منتحرا!.ولا يتورع أبدا عن استخدام أي مصطلح إنجليزي أو "فرنسي"، لأن ذلك يضع عليه هالة خادعة من النباهة المصطنعة، ويقرأ لأدونيس وهو لا يفهم سطرا من كتبه، فقط ليجد فرصة ليتباهى بـ"السالفة" في النادي الأدبي الأسبوع التالي!.  ولو ساء حظك، وألجأتك الأيام إلى الحديث معه فستسمع لغة عربية "مطعمة" بالكلمات الأجنبية، والمشكلة المزعجة حقا أنه لا يعرف حتى معاني الكلمات التي يستخدمها، ولذلك فقد يكون "التخبيص" الصفة الأدق لوصف حديثه!في مكتبته عشرات الكتب التي ل...

عنصرية.. على كيفنا!

القصة بدأت معي "من زمان" حين قرر "الشيخ" عادل الكلباني أن يقول برأيه في قضيةٍ "مطربة"، وحتى أكون "عادلاً" فالرجل لم يمشيخ نفسه، ويصر دائماً على وصف نفسه بأنه طالب علم، رأى أنه بحاجة إلى أن يقدم للناس شيئاً من العلم الذي غفلوا عنه في ذلك التوقيت، وحسنا فعل .. ويا لسوء ما لقي! حمده كثيرون وذمه أكثر منهم .. لكن رفاقه من أهل "العلم والدعوة" لم يرحموه بسبب تاريخه "الأسود" مطلع التسعينيات الميلادية!صلى الكلباني في المسجد الحرام، في تعيين اعتبره بعض المحيطين به "سياسياً" أكثر من أي شيء آخر،  ثم عاد وتراجع بشكل بدا فيه مرغماً على اعتناق رأي سد الذرائع! و"أبو عبدالإله الكلباني" مع "جمال" صوته "المفترض"، إلا أن القارئين الشابين الجهني والمعيقلي يتفوقان عليه في جمال الصوت، بل إن الثنائي الأشهر السديس والشريم أندى صوتا وأكثر علماً، لا أعرف سبب اختياره إماماً، لكن الأمزجة والأذواق في الاختيار عجيبة، وإلا لما صلى غلاظ الصوت بالمسلمين ركعة واحدة! الحالة التي ظهرت مع أبي عبدالإله لا يمكن وصفها ببساطة، إ...

ممنوع من الصنف!

في كل يوم يخرج أحدهم فيصم مخالفيه بأبشع الأوصاف، والوحيد الأمين هو ذلك "المصنّف"! و"المصنّفون" لا يتورعون عن وصف الكاتب الفلاني بالكفر أو الزندقة، ليخرج هو في اليوم التالي و"يصنّف" الآخر بالتشدد والانغلاق، ثم يأتي يوم ثالث يصفان بعضهما بالعمالة لمنظمة أو عدو، والقصة في النهاية قد تكون بسيطة لا تتجاوز "كرة" أو "بطاقة" أو "سيارة"! وبالرغم من أن كل صاحب "فكر" أو "ثقافة" يتشدق بحريته وعدله؛ إلا أن التجاوز مع المخالفين أصبح علامة فارقة في المجالس والمنتديات، حتى أصبح "الحوار الحقيقي" لقيطاً يدعيه كل أحد! المشكلة أن كل طرف في الحوار يجاهد ليهزم صاحبه بالدرجة الأولى، حتى أصبح الفوز بالنقاش هو الهدف وليس أن يصل الفريقان إلى أرض مشتركة، أصبح الحوار لمجرد التجادل ولا شيء غيره، ويدل أحدهم على أصحابه بأنه أول من أثنى على صاحب المجلس وأكرمه! وهي حرب معلنة وغير معلنة، فلو أتيحت لك فرصة كما حصل لي فجلست في مجلس أحد الفرقاء لوجدت حاجبيه يقطبان "أوتوماتيكيا" عند ذكر أخيه المنافس، وتبدأ المعركة من...

بين الصحوة والغفوة!ا

صورة
رأى فيما يراه النائم أن "الأمة" عاشت "صحوة" كبرى! كل شيء تغير، الشوارع نابضة بالحياة، كل شيء يدور في فلك الحضارة و"الشطارة"، وجد أن كل الأصدقاء "أصدقاء"! أسوأ من عاش هناك "الأعدقاء" وهم الأعداء الذين يرغبون في الصداقة، أما الأعداء فقد اختفوا تماما! وجد إعلانا في الشارع يدعوه لأمسية "سرد" في النادي الأدبي في مدينة قريبة.. لم يعرف ملامح المدينة كما في الأحلام.. لكنه وصل واكتشف أن الخيمة التي ستقام فيها الأمسية "لم تحترق"، ولم يفكر أحد في الاعتداء على المشاركين والمشاركات.. انتفض فرحا.. "ظن" أنه في بلده! لم يجد أي مشكلة في العثور على حجز إلى مدينة على ساحل بحر "أخضر أو بنفسجي" لا يذكر بالتحديد، لكنه وجد حجزا وطائرة في موعدها، والرحلة كانت لطيفة.. أعجبته "الصحوة".. لكن "يا فرحة ما تمت"! حين تعدلت أوضاع الوطن.. كانت هناك مشكلة كبرى.. جزء مهم من موارد الدولة يقوم على أخطاء الناس، وكثرت هم "صاحون" لا يخطئون، ولذلك تأسست "هيئة...