أدام الله ظلّي!


ظلي العزيز..
ممتن لأنك لم تكن عبئا عليّ أبدًا رغم ملازمتك إياي طول حياتي..
أهملك كثيرا بالفعل، ولكني كنت أحبك في الطفولة لأنك تجعلني أكثر رشاقة وطولا بناء على تحركاتي..
هي قصة بيني وبينك..

حتى في اللحظات التي شعرت فيها بضخامتي كنت تواسيني بدون حروف ولا كلام، بأنه لن يراني سواك..

رافقتني بصمت طول بضعة وثلاثين عاما هي لحظات عمري كله، ولكن يا لرشاقتك تتشكل كل يوم وكأن عمرك لا يزيد، قبل أسبوع رأيتك تتمدد في أواخر الظهيرة حين كان كل ظل كل شيء مثليه، وكنت ثلاثة أمثال أو نحوها، لتعطيني حالة الرضا بالتفرد التي أحبها..

رافقتني في حلق الذكر والجلوس إلى المشائخ من مطلع الفجر وأنت تختفي خلفي، إلى عز الظهر.. حين تكون مماثلا لحجمي بشكل تام..
رافقتني في لحظات الخلوة بالعبادة والبكاء، وفي لحظات الخلوة الحمراء، ولم تفضحني أو تتحدث عني بسوء..
بكيت أمامك.. ضحكت أمامك.. فرحت.. نجحت فشلت وعدت.. وأنت أنت..
كدت أن أسميك أحمد، فاسمي هو الوحيد الثابت مثلك، لا يشبهك سواه.. رغم أنهم أحيانا يكنونني بابني الأكبر فيختفي أحمد ولا تختفي!
من حسن حظي أنك لست ظلا لمشاعري، فلا ظل يستطيع احتوائها..
لكنني أشكرك.. وأدعو لك بكل محبة.. أدام الله ظلّي!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى جميلات العالم .. من "دبدوب"

شيء من قصتي مع الإعلا(م/ن)