"عم جعفر".. ابتسامة لن تموت في قلوبنا

تعرفت عليه أثناء عملي في مجموعة mbc قبل نحو ١٠ سنوات، يحتفي بلقائي ويشعرني باحترامه ويأسرني بابتسامته الصافية الضافية..

كنت أعتقد أنه يخصني بهذا التقدير وأشعر أنني صديقه المفضل بين زملائي؛ لأتعلم أمس أنهم جميعاً كانوا يشعرون تجاهه بالمحبة نفسها، بل وأغدق عليهم من نفسه قربا وطيبة نفس..

وبعدها بسنوات حين انتقلت للعمل في التلفزيون السعودي؛ فرحت بلقائه وظللت أحكي للناس أن البيئة لم تتغير ؛ فرفاقي في mbc يعملون معي اليوم في نفس المنظمة حتى "عم جعفر".. 

لم أشعر بالحاجة لأن أعرف اسمه الأخير.. نعرف اسمه الذي يكفينا أولا وأخيرا هو "عم جعفر".. 

طوال السنوات التي عرفته فيها ونحن نعمل سويا في منظمتين مختلفتين، لم أستطع يوما أن أطلب منه شيئا بشكل مباشر خجلا منه..

هو رجلٌ وقورٌ باسم دائما، ابتسامته تسرق رضاك بدون أي مقدمات، أظن أنه كان يشعر بخجلي منه ويبادرني بما يظن أنني أريده بكل محبة ولطف..

كان يعرف مزاج الجميع دائما، وكنت حين كنت أزور  مقر mbc في الرياض أحرص على لقاءه؛ وأحيانا يشير علي أن لا أزور المدير اليوم فليس في المود المناسب، وربما سألته بعدها فأوصاني بأن أبادر بلقاء المدير فهو في مزاج سعيد.. 

كان له دور أبوي وأخوي مهم مع الجميع، يبادرنا بالنصح ولا يتردد في ممازحة كل أحد..

عزاؤنا أن أحدا لن يذكر اسمه إلا وهو يتذكر ابتسامته التي تنفذ إلى قلبك من أول مرة.. وستبقى حية في قلوب كل محبيه..

  محبة الناس يا "عم جعفر" تدل على محبة رب الناس..

رحمك الله يا "عم جعفر". 

*الصورة الأصلية نقلا عن حساب الأستاذ مفيد النويصر على تويتر