فتحُ (الإرتاج) في الكتابة

وقد تستعصي عليك الحروف وتخاصمك إلى أجل غير مسمى؛ فلا تجزع إذ أن ذلك ديدن المهارات الإبداعية وناموسها، وكان العرب يستخدمون "الإرتاج" وصفا للخطيب أو الشاعر إذا انقطع به الحديث وفقد الكلمات المناسبة وسكت، فيقولون فلان أُرتج عليه أي أقفل عليه وهو وصف مشتاق من الرتاج أي القفل.
الخبر الجيد أنك لن تحتاج إلى الجزع والخوف من هذه الحالة التي لا تكاد تترك كاتبا في حاله، وستجد نفسك متلمسا طريقك إلى الكتابة مجددا ما دمت مثابرا؛ ولكني أنصح ببعض ما أربّي به نفسي منذ أن احترفت الكتابة: 

١- عد إلى لحظات حبك للكتابة أول مرة، وتذكر لحظات المحاولات، وقصتك مع الكتب والأقلام؛ لربما تتذكر زهوك بقطعة تعبير اختارها المعلم لتُقرأ على الأشهاد صبيحة اليوم التالي

٢- تنطلق الكتابة من إحساس جارف لا ينطفئ إلا حين ترخي القلم على الورقة، أو حين تستلم للوحة المفاتيح مشدوها وتكتب بكل جوارحك التي تستطيع النقر برشاقة؛ فعليك بالقراءة التي توقظ إحساسك، ولا مانع أن تكون قراءتك المختارة من كتاب قديم تذكر أنك أحببته حين قرأته

٣- استعد ذكريات من يُعجبك من الكتّاب، وتصفح كتبهم ومكتوباتهم، وهذا يذكر بالقدوة، ويعيدك إلى حالة الطلب، والرغبة في إثبات الوجود، وهي من أهم دوافع للكتابة

٤- كافئ ذهنك مقدماً، وقدم لنفسك هديةً قبل البدء في الكتابة، دللها وامنحها ما تريد؛ لا بد أن تؤكد عليها بأنك تريد مقابل ذلك بعد قليل
٥- تابع الأحداث اليومية بنظرة مختلفة، وحاول أن تلبس قبعات مختلفة أثناء قراءة الخبر، وتضع نفسك في محل كل أطراف الخبر وتحاول قراءته في سياقات مختلفة؛ وذلك تمرين جيدٌ للذهن يولّد الأفكار ويغنيها

هذا شيء من تجربتي مع "الإرتاج في الكتابة" واستعصاء البدأ في بعض مشاريع الكتابة  بارك الله في أحلامكم وأفهامكم وفتح عليكم أبواب الحكمة والمعرفة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدام الله ظلّي!

رسالة إلى جميلات العالم .. من "دبدوب"

شيء من قصتي مع الإعلا(م/ن)