لن أكتب حتى أصير رشيقا!




لتكون كاتبا، ليس الأمر بالسهولة التي قد تتصورها، فهذا اللقب "الشعبي" لا يخلعه عليك إلا القراء، ولو شهد لك كل أصحابك، ونافقك من يحبون الابتسامة على وجهك.

ليست الكتابة مجرد صف للحروف بطريقة متناسقة، لا يمكنك أن تكتب مثلا دون أن تقرأ، وتصرف جل عمرك باحثا غير مرتو من مناهل المعرفة المختلفة.

ولو نازعتك نفسك إلى أن تتصدر الصحف والمواقع والمنتديات والمدونات، فإن الفضيحة كلها أن تخرج إلى الملأ بكتابة ركيكة عارية، لا تحمل معنى ولا تقدم أي جديد، رغم أن من السهل جدا اليوم أن تكتب بطريقة عابثة، فيتبعك الألوف.

كانت الكتابة – فيما مضى-  تحتاج إلى أن تكون مسؤولا عما تقول، لأنك لو كتبت شيئا اعتباطيا، لحوسبت عليه، أما اليوم، فمن يحاسبك هو الجمهور فقط، ولذلك لا تكتب ما لا يليق باسمك، فتقبر طموحك بيدك.

وألعن من ذلك أن تعتقد لتفاهة تفكيرك أنك ضليع في الكتابة، وتبدأ في التنظير والتقرير، وتصم فلانا بالعيب وفلانا بالتفاهة، وآخر بالغباء، وأنت لا تعرف حقا كيف تكتب جملة مفيدة؟!

وعليك بتعلم اللغة والإملاء، خاصة في هذا الزمن الذي تنشر فيه ما تكتبه ليظهر أمام الملأ مباشرة، لتتجنب على الأقل الأخطاء الفاحشة، ولو أمعنت في القراءة بعض الشيء لتجنبت ذلك، لأننا نحفظ أشكال الكلمات كما نحفظ تهجئتها.

وحين تفكر في الكتابة فلا تستسلم للتيارات المتناحرة، وتحتار لتختار، اكتب أفكارك التي تؤمن بها، وإن كانت متفردة، المميزون دائما هم الأكثر تفردا وشجاعة، ولا تكتب حتى يلين القلم في يدك، فلا تتردد في الصياغة كثيرا كما يفعل المبتدئون.

***
هذه رسالتي لنفسي المترددة في الكتابة اليومية أو الأسبوعية، يبدو أنني سأبدأ في الكتابة المستمرة لنفسي في مدونتي، ولا أحرم ذهني المران الذي يستحقه، لا يعني أن تكون ثقيل الوزن أن تكون ثقيل "فهم" أيضا.

سأحافظ على رشاقة ذهني على الأقل.. وسأبدأ الحمية من اليوم!

#دمتم_رشيقين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدام الله ظلّي!

رسالة إلى جميلات العالم .. من "دبدوب"

شيء من قصتي مع الإعلا(م/ن)