لن أكتب حتى أصير رشيقا!
لتكون كاتبا، ليس الأمر بالسهولة التي قد تتصورها، فهذا اللقب "الشعبي" لا يخلعه عليك إلا القراء، ولو شهد لك كل أصحابك، ونافقك من يحبون الابتسامة على وجهك. ليست الكتابة مجرد صف للحروف بطريقة متناسقة، لا يمكنك أن تكتب مثلا دون أن تقرأ، وتصرف جل عمرك باحثا غير مرتو من مناهل المعرفة المختلفة. ولو نازعتك نفسك إلى أن تتصدر الصحف والمواقع والمنتديات والمدونات، فإن الفضيحة كلها أن تخرج إلى الملأ بكتابة ركيكة عارية، لا تحمل معنى ولا تقدم أي جديد، رغم أن من السهل جدا اليوم أن تكتب بطريقة عابثة، فيتبعك الألوف. كانت الكتابة – فيما مضى- تحتاج إلى أن تكون مسؤولا عما تقول، لأنك لو كتبت شيئا اعتباطيا، لحوسبت عليه، أما اليوم، فمن يحاسبك هو الجمهور فقط، ولذلك لا تكتب ما لا يليق باسمك، فتقبر طموحك بيدك. وألعن من ذلك أن تعتقد لتفاهة تفكيرك أنك ضليع في الكتابة، وتبدأ في التنظير والتقرير، وتصم فلانا بالعيب وفلانا بالتفاهة، وآخر بالغباء، وأنت لا تعرف حقا كيف تكتب جملة مفيدة؟! وعليك بتعلم اللغة والإملاء، خاصة في هذا الزمن الذي تنشر فيه ما تكتبه ليظهر أمام الملأ مباشرة، لت...